استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

ضرورة تدبير الخلاف وتأسيس الوفاق


من الكتب المفيدة في التعامل مع الخلافات الداخلية في صفوف المسلمين ما كتبه الدكتور محمد المختار الشنقيطي حول الخلافات السياسية بين الصحابة، ويصلح إسقاطها بالمناسبة على الأحداث الكبرى الموالية قديما وحديثا، حيث ذكر مجموعة من القواعد المنهجية التي نبني عليها أحكامنا في التاريخ السياسي الإسلامي .. 

وأهم ما يحاول ترسيخه المؤلف هو تقديس الأفكار والمبادئ على حساب مكانة الأشخاص التي تبوؤوها باجتهاداتهم وانجازاتهم في العمل على تجسيد تلك المبادئ نفسها فتبقى هاته الأخيرة هي المحور والباقي كواكب تحوم حولها تكبر وتصغر بقدر اقترابها من جوهر المبادئ وتجسيدها في الميدان كل من موقعه وتخصصه ..

وصحيح في أكثر الحالات أن من عايش ورأى ليس كمن قرأ وسمع لكن هذا ليس مدعاة لتحجير الفكر عن الجيل الموالي وقد اختلف الصحابة في فتنة الخلافة بين  متدخل ومنعزل ومصلح، واختلف التابعون بين متحدث وساكت عما حدث، ولا نزال في القرن الخامس عشر هجري وهاته الأحداث تسيل الحبر وتزيد من فرقة الأمة وقليل من يجرؤ على فتح حوارات جادة بعيدة عن تجاذبات القناعات الشخصية ..

وأهم ما قد يحررنا من عقد التاريخ هو تحوير الكلام عن الأفكار الجادة والتركيز على المستقبل وجعل الماضي نافذة صغيرة للإعتبار والإتعاظ والإبتعاد عن الشخصنة الناقصة وغير المعصومة مهما بلغ صاحبها من الحكمة والنباهة ..

أكتب هذا الكلام ليس لاستقراء تاريخ الصحابة بالدرجة الأولى فهذا ماض يعتبر منه وتؤخذ منه الدروس ولكن لنعلم أن حاضرنا سيصبح تاريخا في المستقبل والوقت سيبيبن حقائق لطالما يسعى الخاطئون لطمسها وسينصر قضايا لطالما يسعى أصحاب الحق ايضاحها ولم يفلحوا الآن لكن الوقت جزء من العلاج و المستقبل كاف ليغير موازين دنيوية عديدة ..


سعيد فراقة

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.