استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

يا حنين الشوق فينا حل بين يا حنينا..


الحنين كجمرة تكوي الفؤاد وتلهب الضلوع .. 

مهما مر عليها الزمان تبقى حسرة الحنين مرارا ينغص عيش المشتاق.. 

ولكن.. 

الشوق للأموات حاجة وافتقاد لوجودهم ولعونهم للاستنئاس بهم في وحشة الأيام والاستقواء بهم في الملمات ..

ولكن الحنين للأحياء أمر آخر.. 

حين تختار الفراق بقناعة المنطق وقيم المبادئ ولا يبق في قوس الفراق منزع بعد الألف مليون عذر وبينة؛ تشتاق  حتى وأنت في غمرة الألم من سياط الأذى التي طالتك منه..  

لمن تشتاق؟

تشتاق لشخص ظننت أنه فيه ...

 تشتاق لكيان وقيم وصفات أسبغتها عليه وأحسنت الظن أنها فيه ولكنه لم يكنها..  

ربما انتظرت وحاولت وجددت الأمل بجهد المتعب الهارب من خيبة الأمل ومرارة الخذلان.. 

كنت تغدق عليه عطاءك ورحمتك وطيب خلقك وفيض برك آملا أن تبعث فيه روح من ظننت أنه هو.. 

نعم ..  لقد أحببت مثالا نقيا صادقا ..

 وصنعت له تمثالا وصورة خبأتها في خلجات روحك وظننت صاحبك هذا هو الروح التي ستبعث مثالك حياة .. 

كل الذكريات والمشاعر والحنين لو جردتها من ظنون مثالك .. 

ستواجه الحقيقة القاسية .. لم يكن هو قط .. ولن يستطيع أن يكونه .. 

فقط أنت أردت أن يكون هو.. وقدمت قربان مثالك بسخاء .. ولكنك عدت صفر اليدين .. 

ببعض السهام في الظهر وكسور في الخواطر  وحمل ثقيل من الذكريات التي تحتاج مراثونا طويلا لتهرب منها.. 


لكن أقصر طريق للتخلص من هذا كله هو الشجاعة بالمواجهة.. 

الاعتراف بالخسارة أمام رهانك بحسن ظنك.. 

لن يكون اي إنسان أحد غير نفسه ولو اجتهد .. مهما أسبغت عليه .. 

قبل أن تنهار مولولا وباكيا وصارخا من قسوة الألم الذي كبته .. 

اتخذ القرار الآن بتغيير رتبة هذا الشخص في حياتك ..  

بإغلاق أي باب تعلم يقينا بوعي مطلق مجرد من أوهام الظنون والعواطف أنه لا يطالك منه إلا الأذى.. 

مهما كانت رتبة هذا الشخص من حياتك.. 

الحر كريم في المنح ولكنه لا يستسلم لقيد الذل.. 

إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون.. 

خذ أنت خطوتك الأولى في صد الأذى عن نفسك وسيعينك الله في الباقي .. 

لا يهم إن رددت بالمثل أم لا .. 

المهم أن تستجمع قوتك وطاقتك لصد الأذى عنك ..

 وليس هناك طاقة أقوى من طاقة المخذول المثقل بالخيبة ..

إذا جعلها وقودا .. ولم يستسلم لها لتسحقه.. 

الآن تستطيع أن تبكي مثالك وتبوح بوجعك وتعلن عن حنينك وخسارة رهانك .. 

اشتق الآن وأقم سرادق العزاء في سويداء قلبك وغسل عرش فؤادك بدموعك أو بدمك...

وفي النهاية انظر للماضي على أنه درس وعبرة واحمد الله على نجاتك .. 

إياك أن ترزح تحت وطأة الغبن والكسرة وتعيش بدور الضحية .. 

لن ترحمك الحياة وستتوالى الأقدام التي تطؤك بلا رحمة.. 

لا تقلق ستجدد رحمة الله روحك وستشفى جراحك وتستبعث فيك روح إحسانك لتخلق منك أفضل صورة منك .. 

تذكر دائما أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ..




#فاطمة_بنت_الرفاعي

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.