ذلك هو العلاج الرباني القرآني فعلا لآفة "الشره"
ولداء التشييء!!
ولربما نتساءل عن سر تحوله في القرن العشرين وما بعده، وفي المجال التداولي للمسلمين-الى
جائحة!!؟؟
طبعا، هناك عادة : "ولوع المغلوب بتقليد الغالب" حسب ابن خلدون،
لكن، هذا كان ليبرر أيضا الولوع بالعلم والتنظيم وحتى ب:
*الغزو*!!
فلم يفعل!!
أظن أنه *داء عدم الثقة..وعدم الأمان الإجتماعيين*
ذلك ما يجعل النفوس لا تكف عن *التملك والإكتناز* بلا حدود!!
كمثل الرجل المتسول -او المرءاة- تراه يجمع بلا نهاية كل ما يصادفه في طريقه، أو في السوق أو من عند المارة ...حتى إن "شاكوشه" ليفيض من التكديس!!
وما يطمئن أبدا!!
ومثل الرجل في بيته مستقرا آمنا تكفيه لقيمات فينصرف لما هو أهم وأبقى!!
ذلك مثل إنسان النمطين من الحضارة
المطمئن والقلق!!
فتجد الفقير والغني ومتوسط الحال كلهم جميعا لا يكف عن الجمع والنهب والشره ...لما يشعرون به من عدم الثقة في القوانين الشكلية..أو ذات معايير متحركة حسب هويات الاشخاص وخلفياتهم العائلية والطبقية! !
ووجود جيش من اللوبيات التي تعرقل سير الإدارات والمصالح بوضع كل منها لعناصره في البوابات أو المكاتب الأساسية أو نظم الإتصالات أو غيرها مما يسمح او لا يسمح بسير الامور حسب أنواع الاشخاص!!!
إلا من رحم الله
وكل هذا وغيره ، لا يذهب سدى من مراقبة سنن الله في الانفس والتاريخ والإجتماع!!
إذ يورث قناعة راسخة لدى الافراد والمجتمعات : أنه لن ينفعهم ولا حتى في مدافعة الضرورة القصوى -سوى المال ثم المال ثم المال!!!
به "!يعز أمرهم ، وبنقصه يذل!!
ولكي يظهروا مالكين للإحترام(والقوة) فعليهم أن يشتروا ويجمعوا الى ما لا نهاية!!
إذ لا يرحم من يبطىء ناظرا في القيم
أو المعاني
أو الأخلاق
مجرد النظر !!!
فكيف لو ضحى قليلا بالوقت والجهد !!
يظهر نشازا مجنونا!!
والحق -كما تعلمون -أن لا سير مستقيما بدون القيم
والنظر الخالص المخلص
والخلق الحسن
فلربما نحتاج جميعا الى *إتفاق جديد*
ألا يخطف أحد حق أحد!!
وألا يمر أمام موقعه الخاص به
فنضمن جميعا:
الحقوق والمواقع
والامان
فنكف عن الفوضى
هذه التي تخنقنا جميعا من أعماق الانفس
الى آفاق عالمنا
الواسع الفسيح الذي ضيقناه!!
نحتاج الى اتفاق على التساوي بالتواضع حسب ما وهبه الله لكل امرئ
كمثل حظ كل مصل في مبادرة الصفوف الى الصلاة!!
فلا أحد يدفع أو يدع أحدا سابق له الى المبادرة، فكل يحصل على موقع كاف ومكين وراصف لجميع المواقع
ومنه يحظى كل مصل بمجاله الخاص فلا ينتهك شرعا وذوقا
وإن تخلف مصل لم يؤخذ ذلك من أي كان ليصادر موقعه ولا ليقطع مجاله!!
فتكفي أي رقعة من ارض وفضاء لكل أناسها
فكذلك الارض كلها لبني الإنسان وما يقوم به عمرانهم من كائنات ومنظومات وموارد الى يوم الدين
تنبع إذن الحضارة من تقبل حضور كل مخلوق أوجده الخالق سبحانه وتعالى على ما هو عليه
ومن أسرف في المجانية خر عليه الميزان السنني بالإكراهية!!
وعلى من معه في سفينة الأرض
محمد بن عزة