استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الأسئلة المفصلية لإعداد كادر النهضة: من المهارات إلى التطبيق


في طريق إعداد كادرٍ نهضويّ قادرٍ على النهوض بالأمة من حالة التخلّف إلى الفاعلية الحضارية، لا يكفي أن نُلقّن الأفراد المعارف والمهارات  بشكلٍ عام. بل لا بد من أن نُخضعهم لسلسلة من الأسئلة المفصلية، التي تُفجّر الوعي، وتربط المهارات بالواقع، وتكشف عن جدية الالتزام بالنهضة باعتبارها مشروعًا تطبيقيًا لا خطابيًا.
الأسئلة التي تُطرح على كادر النهضة ليست لمجرد التقييم، بل لصناعة إنسان واعٍ يحمل قضية، ويعرف كيف يوظف أدواته في تحقيق نهضة مجتمعه. فالنهضة تبدأ من العقل الذي يسأل السؤال الصحيح، وتنتهي عند المشروع الذي يقدّم الإجابة العملية. لهذا، كان لا بد من تصميم مجموعة أسئلة شاملة تغطي المسارات الخمسة التي يقوم عليها برنامج "إعداد كوادر النهضة": تنمية الذات، التفكير والإدراك، إدارة المشاريع والقيادة، المهارات التقنية، وتعزيز القيم.

أولًا: أسئلة تنمية الذات لخدمة النهضة

تُعدّ تنمية الذات الخطوة الأولى في صناعة الكادر الفاعل. لكن السؤال هو: إلى أين تقودني هذه التنمية؟ وما علاقتها بالنهضة؟ من هنا، تبرز أسئلة مثل:
• كيف أُحوّل التفكير الاستراتيجي إلى خطة شخصية لخدمة مشروع نهضوي؟
• ما التصورات التي تعيق انخراطي في مشاريع إصلاحية؟ وكيف أراجعها؟
• كيف أُوازن بين طموحي الشخصي ومسؤوليتي تجاه أمتي؟
• ما المهارات التي أحتاجها لأكون قائدًا فاعلًا في محيطي العائلي أو المجتمعي؟

ثانيًا: أسئلة التفكير والإدراك لبناء وعي مشروعي

لا نهضة دون عقل ناقد، مدرك للواقع وسنن التاريخ، وقادر على إنتاج البدائل. لذلك، من الضروري طرح أسئلة مثل:
• كيف يساعدني التفكير الاستشرافي في استباق التحديات القادمة لمجتمعي؟
• ما الفرق بين التفكير النقدي والتقليدي؟ وكيف أستخدمه في تطوير مبادرة مجتمعية؟
• كيف أستخدم أدوات التفكير الإبداعي (مثل SCAMPER) لإعادة تصميم التعليم أو الإعلام؟
• كيف أُحوّل الأفكار التي أؤمن بها إلى تصورات قابلة للبناء والتنفيذ؟

ثالثًا: أسئلة إدارة المشاريع والقيادة العملية

ما قيمة المهارات إن لم تتحوّل إلى مشروع؟ لذلك ينبغي على كادر النهضة أن يجيب عن:
• ما أول مشروع يمكنني إطلاقه لخدمة قضيتي؟ وكيف أبدأ بخطوات عملية؟
• كيف أمارس القيادة لا بوصفها سلطة، بل مسؤولية داخل الفريق؟
• ما المشكلات المجتمعية التي أستطيع معالجتها من خلال مشروع ريادي أو تربوي؟
• كيف أضمن أن يكون مشروعي مستدامًا ماليًا وفكريًا؟

رابعًا: أسئلة المهارات التقنية في خدمة النهضة

في عصر التقنية، من لا يتقن أدواته سيُستبعد من التأثير. لكن المهم أن تُوظّف هذه الأدوات في الاتجاه الصحيح. لذلك يسأل الكادر:
• كيف أستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى فكري يخدم قضايا الأمة؟
• ما الخطوات العملية لبناء منصة تعليمية أو إعلامية تنهض بالوعي العام؟
• كيف أصمم حملة رقمية فعالة حول قضية مجتمعية مهمشة؟
• ما المهارات الرقمية التي يجب أن أتقنها لبناء مشروع رقمي مؤثر؟

خامسًا: أسئلة القيم والأخلاق في سياق المشروع

كل مشروع بلا قيم حقيقية يُنتج تشوّهًا حضاريًا. لذا يجب أن يتعامل الكادر مع أسئلة مثل:
• كيف أُربّي نفسي على الإخلاص والمسؤولية قبل الانخراط في أي عمل؟
• ما الوسائل العملية لغرس القيم داخل فريقي أو مجتمعي؟
• كيف أوظف القيم الإسلامية في برامج مؤسسية أو مبادرات تعليمية؟
• ما دور الأخلاق في الحفاظ على هوية المشروع واستمراريته؟

خلاصة

هذه الأسئلة ليست اختبارات للذاكرة، بل اختبارات للنية، والوعي، والاتجاه. من يُجيب عنها بعمق، ويحوّل إجابته إلى خطوات، فقد خطا أولى خطواته في طريق النهضة. إنها أسئلة تصنع العقلية النهضوية، وتُميز بين الحالم بالمستقبل، ومن يبنيه. فهل نجرؤ على السؤال؟ وهل نملك الشجاعة للإجابة؟


د.سامر الجنيدي_القدس

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.