في ظل استمرار الحرب الطاحنة على غزة، برزت خطة أمريكية جديدة لإنهاء الحرب عبر مراحل تبدأ بوقف إطلاق النار، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وتبادل أسرى، ثم تشكيل إدارة مدنية لغزة لا تتبع حماس، بإشراف دولي أو عربي، مقابل إعادة الإعمار.
حماس لم ترفض، ولم توافق. بل أعلنت أنها "تدرس" الخطة بالتشاور مع الفصائل، ما يشير إلى وجود تجاذب داخلي بين خيار الحفاظ على المقاومة وخيار رفع الكارثة عن الناس.
التصريح المصري الأخير بأن بعض البنود "تتوافق مع رؤية الإدارة الأمريكية" خاصة فيما يخص الأمن ونظام الحكم، يشير إلى وجود دور تفاوضي نشط تسعى فيه القاهرة لتقريب وجهات النظر وربما تمرير تعديلات ترضي جميع الأطراف.
التقديرات تشير إلى أن حماس قد تتجه نحو القبول المشروط:
- - حفاظًا على ما تبقى من القطاع المنكوب.
- - وتجنبًا للظهور كجهة ترفض السلام.
- - مع محاولة ضمان دور سياسي أو أمني في مستقبل غزة.
وفي خضم هذا الحراك السياسي والدولي، تخرج أصوات تزاود على حماس وتشكك في خياراتها ومواقفها.
وهنا لا بد من التذكير:
ملاحظة واجبة: إلى من يزاودون على حماس سياسيًا أو يُقلّلون من تضحياتها، نقول:
إن حركة حماس اليوم لا تقف أمام العالم كتنظيم سياسي فقط، بل كرمز لصمود شعب بأكمله، وكتجسيد لحق أمة كاملة في الكفاح.
أُريد للعالم أن يُسقطها عسكريًا، فوقف عاجزًا، ثم اجتمع ليسقطها سياسيًا.
ورغم ذلك، ما زالت صامدة في الميدان، ومرنة في السياسة، تُفاوض باسم غزة لا باسمها، وتُدير المعركة بعقلية دولة رغم الحصار والدمار.
الاختلاف السياسي لا يُبرّر التشويه، والنقد لا يجب أن يتحوّل لطعن في صميم المقاومة.
ومن أراد أن يختلف فليختلف بشرف… لا بالتصفية المعنوية.
الكاتب: محمد يوسف شامية
2 أكتوبر 2025 – من قلب غزة أعيش جراحها
