استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

غزة تبدأ من جديد: من الركام تولد القيادة والأمل



أيها القارئ الكريم،
ما تشهده غزة اليوم ليس مجرد حرب أو مأساة، بل ولادة مرحلة جديدة من الوعي والقيادة والأمل.
من بين الركام ومن تحت رماد البيوت المهدمة، تولد إرادة لا تعرف الهزيمة. غزة لا تطلب شفقة العالم، بل تدعو صُنّاع القرار الإقليمي والدولي والمنظمات الإنسانية إلى الاعتراف بها كقوة أخلاقية وإنسانية وسياسية تُعيد رسم موازين المنطقة.

من المأساة إلى البصيرة العالمية

غزة التي أرادوا لها أن تنكسر، تحولت إلى مدرسة في الصمود والكرامة.
كل مشهد للألم فيها صار درسًا في المعنى، وكل بيت مهدّم بات رمزًا للثبات والإصرار على الحياة.
واليوم، ينعكس هذا الصمود عالميًا، كما أثبت ذلك فوز زهران ممداني بعمدة نيويورك، المدينة الأهم في الولايات المتحدة، حيث غالبية سكانها من الجالية اليهودية، وداعمي اللوبي الصهيوني وإيباك.
هذا الفوز ليس مجرد حدث انتخابي، بل إشارة عالمية على قدرة الحقيقة الأخلاقية لغزة على اختراق أكبر المراكز السياسية والانتخابية في العالم، ورفض الظلم والإبادة الجماعية، ومحاسبة الجلادين.

نداء لصنّاع القرار والمنظمات

اليوم، غزة تدعو كل المؤسسات الدولية، وصنّاع القرار الإقليمي والدولي، والمنظمات الإنسانية إلى:

* التعاطي الفوري والجاد مع الأزمة الإنسانية في غزة.
* دعم إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الضرورية للأطفال والنساء والشيوخ المتضررين من الحرب.
* الوقوف أمام الانتهاكات وفرض المساءلة القانونية للأطراف التي تمارس القتل والتدمير.

إن الصمود الذي أظهره شعب غزة، ونجاح ممداني اليوم في قلب نيويورك، يثبت أن الدم الفلسطيني ليس ضائعًا، وأن الحقيقة الأخلاقية تستطيع أن تكشف العالم حتى أمام أقوى اللوبيات.

من الركام تولد القيادة

القيادة ليست موقعًا ولا منصبًا، بل قدرة على تحويل المحنة إلى مشروع وطني وعالمي.
غزة اليوم لا تنتظر أحدًا، بل تبدأ بنفسها، وتعيد ترتيب أولوياتها لتصنع مستقبلها بيديها.
من هنا تأتي الرسالة إلى العالم: من بين الركام يولد الأمل، ومن قلب الألم يولد الوعي الأخلاقي الذي لا يمكن تجاهله.

خاتمة: الأمل والتحرك العاجل

غزة تبدأ من جديد، ليس كضحية، بل كقائدة في صناعة الوعي الإنساني والسياسي.
إنها رسالة واضحة لكل من له سلطة ونفوذ:
الوقت لم يعد للانتظار، والعمل الإنساني والسياسي العاجل هو واجبكم.
من بين الركام، يولد مستقبل جديد، ومن صمود غزة، ينبثق الحق الأخلاقي الذي لن يُمحى.



✍️ بقلم: محمد يوسف شامية – من غزة، شاهد على جراحها


دعم للمقال:

الحمد لله الذي ينصر المظلومين ولو بعد حين
بإذنه الذي في سننه
وقلوب وعقول عباده

تحية إكبار للأستاذ محمد يوسف شامية
ولكل إخوتنا وأخواتنا في غزة وفي كل بقاع الأرض 
وهنيئا لأخينا زهران ممداني  بفوزه وداعمييه من أحرار العالم 

وإنه لتصديق لثقة رب العالمين بالكائن الآمي لما رد على الملائكة :
(...إني أعلم ما لا تعلمون) لما استنكروا مستفهمين عن السر في استخلاف كائن مؤهل لسفك الدماء والإفساد في الأرض!!!

فكان الجواب الرباني ثقة وجودية وأخلاقية وسننية ومستقبلية بهذا الكائن!!

وإن مواقف أحرار العالم من القضايا الأخلاقية والإنسانية والحقوقية لمما يقوي مبادئ القرآن الكريم في التكريم والإستخلاف ووراثة الأرض لصالح عباده الصالحين 

ولما كانت اللا إكراهية مبدأ قرآنيا أيضا، ومن تم لن تتناقض بحال مع مبادئ التكريم والإستخلاف والثقة بالإنسان، فإن كل ذلك يفصح عن بعض السر في استعماله سبحانه لمصطلح الصالحين وليس بالضرورة المسلمين!!
ولا أهل السنة والجماعة!!
ولا شيعة أهل البيت
ولا أتباع سلف الأمة!!

بل فقط:
(أن الارض يرثها عبادي الصالحون)

الصادقون أخلاقيا 
الباحثون عن الحقيقة
الذين لا يعتدون

ثم بعد ذلك يكون الإعتناق والإسلام عن طيب خاطر بالبراهين والحجج والمواقف

وحتى قبل الحسم العقدي، تكون الأخوة الإنسانية 
في الفطرة 
وحسن الخلق، الأرضية المشتركة والكلمة السواء الجامعة للبشرية في وجه الظلم 
والغصب
والتزييف
والإستكبار

إرسال تعليق

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.