استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

الوحدة الإسلامية؛ ضرورة النهضة ومفتاح الخلاص!


في زمنٍ تتكاثر فيه جِراح الأمّــــــــــة الإسلامية، فمن فلسطين إلى السودان، ومن اليمن إلى كشمير؛ تغدو الوحدة ليست خيارًا فكريًا أو حلمًا عاطفيًا؛ بل واجبًا شرعيًا وضرورةً حضارية لبقاء الأمــــــــــة واستمرار رسالتها السامية، فالأوجاع التي تنهش جسدها ليست إلا نتيجة لتشتّتها وتنازعها، وافتقادها للبوصلة التي توجّه طاقاتها نحو البناء لا الهدم، ونحو التغيير لا التبرير والتنديد. 

إنَّ المأساة السودانية اليوم -بما تحمله من نزاعاتٍ دامية ودمار إنساني هائل- هي مرآة لواقع أوسع يعاني فيه العالم الإسلامي من تفككٍ داخليّ وعجزٍ عن العمل الجماعي، غير أنَّ هذا الألم ليس عائقًا بل نداءً يذكّرنا بواجبنا الشرعيّ والأخلاقيّ والتاريخيّ نحو إعادة بناء وعي الأمــــــــــة واستنهاض طاقاتها عبر وحدة الهدف والمصير.

بالفعل، لقد أدرك المفكر الجزائري"مالك بن نبيّ" - رحمه الله- أنَّ التغيير الحقيقي لا يبدأ من الخارج، ولا يُفرض بقوّة السلاح أو السياسة؛ بل ينبع من إرادة الإنسان الداخلية، حين قال مقولته التي أحبّ:
"إنَّ مشكلتنا ليست في أن نعرف؛ بل في أن نُغيّر ما بأنفسنا."
فالتغيير -من وجهة نظره- فعلٌ أخلاقيّ وثقافيّ قبل أن يكون سياسيّ أو اقتصاديّ، وهذا يعني أنَّ وحدة الأمــــــــــة لا يمكن أن تتحقّق بقرارات القِمم العربية ولا بالشعارات العابرة لحقوق الإنسان؛ بل بعودة المسلم إلى وعيه، وإلى الشعور بالمسؤولية الجماعية تُجاه مصيره ومصير أمته.

وكذلك من الأفكار الجوهرية التي طرحها "بن نبي" في مشروعه الفكري وركّز عليها هي أنَّ:
"كل مجتمع ينهض عندما يتحوّل أفراده من مستهلكين إلى فاعلين في التاريخ"، وأجمع الكثير من المفكرين بأنَّ هذه الفاعلية لا تُولد إلا بالعمل الجماعي المنظّم، فالفرد وحده يمكن أن يصنع التغيير؛ لكنه لا يصنع النهضة! كما أنَّ العاطفة الجيّاشة وحدها لا تبني حضارة إنسانية مشهودة؛ بل إنَّ النهضة الحقيقية هي ثمرة تعاون العقول النيّرة وتضافر الجهود الإسلامية ضمن رؤية موحدة تتجاوز الانقسامات الداخلية، وتستحضر الرسالة الكونية للإسلام في العدالة والعمران والاستخلاف.

إنَّ واجب المرحلة اليوم هو إحياء روح الأمــــــــــة التي وُئدت تحت ركام الذل والهوان والتبعيّة الغربية، ويكون ذلك الإحياء عبر التربية على قيم الوعي الجمعي، المسؤولية المجتمعية والعمل المشترك، فليس من نهضةٍ دون مشروع، ولا مشروع دون وحدة، ولا وحدة دون إيمانٍ بأنَّ مصيرنا واحد، وقوّتنا تكمن في اجتماعنا لا في تفرّقنا!! 

ولعلَّ أولى خطوات الطريق أن نحرّر عقولنا من التبعيّة، وأن نتحرّر من ثقافة العجز وجملة "لا نستطيع"، وأن نعيد بناء منظومة القيم التي تجعل المسلم شريكًا في البناء لا متفرجًا على الانهيار، فإذا وعى كل فردٍ دوره في مشروع الأمــــــــــة فإنَّ النهضة التي نسعى إليها لن تكون حلمًا مؤجلًا -كما يظن البعض- بل واقعًا يصنعه جيلٌ مؤمنٌ بأنَّ الوحدة فريضة من الله، والنهضة قدرٌ من الله.


04 نوفمبر 2025
✍🏻 الأغيد


دعم للمقال:

كلام سليم بارك الله فيك أستاذ أغيد 

إنما يلزم لكل ذلك: التزامن في الحركة 
والوحدة في الإتجاه !!

كالصلاة الجماعية تماما بتمام !!
أو هو ذاته ما تدعو إليه الصلاة، وندعوا به كلنا في الصلاة: 

أن: ( اهدنا الصراط المستقيم.. صراط الذين أنعمت عليهم،
غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

كيف نطلب الهداية لو كانت مجرد الصلاة ونحن في الصلاة !!؟؟

إلا ان تكون استقامة في السير الى الصراط المستقيم 

أي خارج المساجد في السلوكات والمعاملات ووحدة الصف، وإصلاة ذات البين، وكف الأدى، وأداء الشهادة بحقها، واجتناب قول الزور والشهادة به ....الخ !!


ولا يقوم بكل ذلك إلا إنسان كريم ومجتمع كريم ..

وكلما هانت مكانة الإنسان، هانت شهادته!!
حتى ليشك في أدائها بنفسه !!
فيحجم عنها!!
ويجتمع الشك ذاك في الأفراد ثم في المجموعات  الى أن يطوق معظم الأمة!!

فيطمع فيهم الاعداء في الداخل والخارج، يجرؤون على الظلم والزور والفساد فيحق على الجميع القول!!فيحصل ما نراه ويستديم!!الى أن يغيروا ما بأنفسهم من احتقار كل فرد لنفسه وأخيه ومجموعته الصغيرة!!

وحين يسترجعون الثقة،،،بالنفس لدى كل نفس 
وبالغير أخوة في الدين ثم في الإنسانية ،،فلا يظلمون بعضهم بعضا، ثقة وعزما وتعاملا،،،،

إذن تقبل الصلاة
يكونون قد أدوها وأقاموها في انفسهم ولم يسهوا عنها في 
البيت 
والسوق
والإدارة 
والجوار
والمحكمة 
والشارع
والمستشفى
والمدرسة!!

والثقافة
والفن
والإعلام
والجيش
والرئاسة، رئاسة الدولة
كل دولة

بالتزامن
وتوحيد الوجهة
تتوحد الكلمات
كلمة واحدة !!

فيرتدع الاعداء 
ويعم الامن
والرخاء
والسلام العادل الحقيقي


طبعا لكل فرد ضعف صميمي لا ينفك عنه
وصنوف من الإضعاف والإستضعاف تراكمت عبر سسنين التخلف والجهل والإنحطاط والإستعمار ثم التفرق وحكومات تصريف الأعمال بدون روح واثقة من الرؤية الكونية المسلمة ،،،ومع هذا الإنسلاخ من الهوية الحضارية الواثقة، تقع مفاتيح التسيير في يد المغتربين ..لذلك تحل المصالح الخاصة قبل أولويات الأمة الواحدة

فتتراكم ثقافة الحظ ويتغول التدافع الفردي والعائلي وفي أحسن الأحوال، القبائلي

وكل هذه التدافعات الضيقة الافق، لن تسير أبدا بخطوات مكافئة لسير العالم..وسير القوى الفاعلة فيه!!

لذلك نطحن في فراغ ونكرر الدوران ما لم نتوقف من جديد لإقامة الصلاة جامعة بعد كل صلاة!!

(..*الذين إن مكناهم في الأرض، أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.....*)

فكيف ياترى سيكون السياق في سورة هذه الآية!!؟؟
هل سيصدق هذا الفهم أم يكذبه!!؟؟

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.