▪الفرح عبادة
العيد ليس مجرد مناسبة للفرح، بل هو شعيرة من شعائر الدين، ومظهر من مظاهر الطاعة، ومنحة ربانية بعد الطاعة الكبرى.
> ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ۖ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
فسبحان من جعل الفرح عبادة، والسرور قُربة، وأمرنا أن نفرح بفضل الله لا بزخارف الدنيا.
▪نفرح لأننا صمنا، أو حججنا، أو عبدنا… نفرح لأن الله فتح لنا أبواب القرب، ومواسم الطاعة، وسُبل النجاة.
وهذا الفرح، في حد ذاته، شكرٌ لله، وطاعة له، واستبشار برحمته.
▪وفي العيد… تذكّروا غزة
ومع هذا الفرح المشروع، لا ننسى جراح الأمة، ولا تغيب عن أعيننا غزة، وهي تقاوم وحدها، وتُذبح أمام مرأى العالم، وتُحرم حتى من كسرة الخبز.
- تذكّروا وأنتم تُقبلون رؤوس أمهاتكم وآبائكم، أن هناك من ودّع أهله تحت الركام.
- تذكّروا وأنتم تلبسون الجديد، أن في غزة من لا يملك إلا ما عليه.
- تذكّروا وأنتم تذبحون أضحيتكم، أن في غزة من لا يجد قوت يومه.
- تذكّروا وأنتم تُفرحون أطفالكم، أن هناك من لا يجد من يُفرحه، بل فقد طفله أو أمه أو أخاه.
_ نذكّركم لا لننغّص فرحتكم، بل لنجعلها أنقى…
لا لنكسر العيد في قلوبكم، بل لنجعله أعظم أجرًا…
نذكّركم لأن في النصرة حياة، وفي التواسي طهر، وفي الدعاء قوة، وفي العطاء نجاة.
رسالة العيد
ليكن عيدكم هذا رسالة وعي، لا لحظة نسيان.
وليكن صوتكم في العيد دعاءً ودعمًا، لا صمتًا وانشغالًا.
ولنعلم جميعًا أن واجب الوقت اليوم هو أن نكون مع أهل غزة بكل ما نستطيع:
بدعائنا، بأموالنا، بوعينا، بمواقفنا.
✍ بقلم: هائل العواضي