استثمر في نفسك اليوم، واجعل التعلم عادة يومية. ابدأ الآن واجعل العلم رفيقك في رحلة النجاح. تابعنا على تيليجرام!

"من نزل بقرية فشى فيها الربا، فخطب عن الزنا، فقد خان الله ورسوله"..


تولى الصالح إسماعيل الملك، تحالف مع الصليبين واستعان بهم لقتال  أخيه الملك الصالح أيوب في مصـر، وبدأ يسلمهم حصونا وقلاعا مهمة في الشام مقابل المساعدة..

فمكنهم الصالح إسماعيل من مدينة صيدا وقلعة الثقيف، وقد حاول الصليبيون شراء السلاح من تجار السلاح بدمشق، ففزع التجار والأهالي إلى الشيخ عز الدين يسألونه الفتوى، فأجاب بتحريم بيعهم السلاح لأنه يستخدم ضد إخوانهم المسلمين في مصر، ولم يقف عند ذلك..

ما كان للعـز بن عبد السلام أن يسكت عن مثل هذه الخيانة..

فصعد منبر المسجد الكبير في يوم مشهود وكان موضوع الخطبة ذم موالاة الأعداء وتقبيح الخيانة، وترك الشيخ العز الدعاء للحاكم، وأعلن أن الحاكم قد خان الله ورسوله وثقة المسلمين وأن الخائن لا ولاية له، وذمه على فعله وتجاهله في الدعاء بل قال: اللهم أبرم لهذه الأمة أبرام رشد تعز فيه أولياءك وتذل فيه أعداءك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك. 

والناس يضجون بالدعاء فلما بلغ السلطان الصالح ذلك أصدر أمره الكتابي بعزله من الخطابة وحبسه ثم بعد مدة أفرج عنه وخلي سبيله على أن يلزم داره لا يجتمع بأحد ولا يلتقي به أحد «وهو ما نعرفه الآن باسم الاعتقال» وكان ذلك محل استياء كبير من العلماء وانطلقت ألسنة العامة ضد السلطان. 

وطلب الشيخ عز الدين الرحيل إلى مصر فأجابه إلى طلبه، بعد مدة خوفًا من غضب النَّاس وثورتهم و ألزمه بألا يغادر منزله.

ثم سافر إلى بيت المقدس حيث اعترضه الملك الناصر داوود هناك، و وصلت عساكر الصالح إسماعيل والأمراء المتحالفين معه رفقة الصليبين إلى فلسطين..

جاء الملك الصالح إسماعيل والملك المنصور صاحب حمص وملوك الفرنج بعساكرهم وجيوشهم إلى بيت المقدس يقصدون الديار المصرية، فسير الصالح إسماعيل بعض خواصه إلى الشيخ بمنديله، وقال له: تدفع منديلي إلى الشيخ وتتلطف به غاية التلطف وتستنزله وتعده بالعودة إلى مناصبه على أحسن حال فإن وافقك فتدخل به علي وإن خالفك فاعتقله في خيمة إلى جانب خيمتي..

ويلتقي رسول الصالح إسماعيل بالشيخ عز الدين قائلاً له: بينك وبين أن تعود إلى مناصبك، وإلى ما كنت عليه وزيادة أن تنكسر للسلطان وتقبل يده لا غير.

فقال الشيخ العز له: يا مسكين ما أرضاه يقبل يدي فضلاً عن أقبل يده يا قوم أنتم في واد وأنا في واد والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به!

ولرفض العـز الانقياد لهؤلاء الخونة تمَّ اعتقاله في خيمة من خيام معسكر الصَّالح إسماعيل حتى إذا كان الصالح جالساً مع قادة الصليبين  سمع صوت العـز يتلو القرآن الكريم ،فقال للفرنجة :

” تسمعون هذا الذي يقرأ القرآن؟ 
قالوا : نعم، قال لهم: هذا أكبر قسوس المسلمين .. و قد حبسته لإنكاره علي تسليمي لكم حصون المسلمين، و عزلته عن الخطابة بدمشق و عن مناصبه، ثم أخرجته فجاء إلى القدس و قد جددت حبسه و اعتقاله لأجلكم ”

فقال له ملوك الفرنج : "لو كان هذا قسيسـنا .. لغسـلنا رجليـه و شربنـا مرقتها”

وهو صاحب القاعدة الفقهية العظيمة التي تضع الجبناء والمداهنين والخونة في قليب واحد : "من نزل بقرية فشى فيها الربا، فخطب عن الزنا، فقد خان الله ورسوله"

رحم الله سلطان العلماء العز بن عبد السلام، وجعل له في أمتنا خلفا يحق الحق ويزهق الباطل..

#فاطمة_بنت_الرفاعي

Post a Comment

أووپس!!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.