فعلا، الزمن هو الخيط الذي يربطنا بالوجود من حيث الإستمرارية
مثلما تربطنا به (بالوجود) ساحة المكان من حيث الإمتداد
ولكن، بهما معا (الإستمرارية والإمتداد ) يمكن أن نحقق حضورا ..ومشاركة
إذ عبر استثمار كل من الزمن والمكان تتحقق الحركة ..والإتجاه (إطاري الفعل)
وتنظيم عدد من الأفعال، يصبح عملا!!
وتتابع وتراكم وعلاقات الاعمال، هو التاريخ
وأنماط الفهم والتفاهم تصورا وتعاملا في التاريخ يشكل ثقافات!!
وحين ينجح ذلك في بناء مخرجات عملية مركبة تكون حضارات...
ثم يستوعب كل ذلك الزمان والمكان الكونيين لكن هذه المرة مع الحمولات الثقافية الحضارية، يستوعب كل ذلك الكون سننيا، يسجله وينظمه ليخرجه على شكل رد كلي على مضمون واتجاه الحضارة الغالب تاريخيا:
هل كان سليما أم لا !!
إذ التسجيل الكوني يشمل القوانين الموضوعية والذاتية معا: (أي الكون والفطرة )..
وكلما تراكمت ردود الكون والفطرة على الاطروحات الحضارية، كلما توضح لنا الإتجاه الاقوم :
فلا يبقى الزمان والمكان مجرد اطر محايدة ..بل مجالات سننية موضوعية لقيام التحرر والتعارف ..لكن من داخل المبادرة البشرية وبإجماعها واجتماعها على الحق والخير والجمال
رغم ذلك، لن تتخلف السنن!!
فحتى مع تنامي الرصيد التجريبي نحو النضج، قد يفتح دوما احتمال التجاهل والإنغلاق والتفرق والتجزيئ!!
فيحل الجهل المركب ..فتضعف المبادرات وتتضخم العداوات والتملك ...
ومع تضاعف التقنية والوسائل مع هذا التراجع في الغايات يحل نوع من الجحود المتبادل لحق الوجود !!
يبدأ عند السماح لفئة ما مجانيا بمصادرة حق فئة أخرى إكراهيا!!
فيسكت المجتمع العالمي!!
فيبدأ الزمان والمكان والفطرة والسنن في كل شيء بتسجيل هذا المنكر الصميمي..
إذ يقوض الساحة والإمتداد ..الإستمرارية والتواصل : أقصد من حيث المعنى الوجودي..معنى ما خلقت لأجله الذات والموضوع أصلا!!
فيكون الجواب ردا سننيا: لا معنى إذن للبقاء: تسيطر الفئة الظالمة برصيد البشرية التقني والتخصصي كله، لتظهر به مقدار بشاعتها اللامتناهي!!
ضد غيرها كلهم جميعا !!
وإذن ضد المجال الحيوي للحياة نفسها من حيث هي حياة!!
أما إذا فهمنا صرامة السنن: وأن الزمن مفتوح على النجدين!!
فسنتدخل بلا تفرق لبناء العدالة التي تكون حقا وواجبا لجميع البشر
الزمن حقا هو من ينتظرنا أن نفعل أو لا نفعل
بعد ذلك يأخذ الفعل (كما هو) ويسلمه للسنن!!
فنواجهه منظوما ، في المستقبل!!
محمد بن عزة