يوما ما بين أحلام سابحة..

يوما ما بعيدا كانت الباحة الخلفية لهذا المسجد الأثير مهربي وقدح فكري ومداد قريحتي وصوت قلبي وهتاف فطرتي وبسمة براءتي.. 

لم يخطر لي حينها أن شمس الأمل ستبقى أياما طويلة حبيسة خلف سحب دخان للحروب الغاشمة .. 

لم يخطر لي يومها أن الأنفاس ستكون معبأة بالمظالم والقهر لهذا الحد .. 

لم يخطر لي أن الكثير من مآذن الأمة وقاماتها ستساقط بين شهداء أو من سقطوا في مستقع الخيانة وتقلبوا في عفنها .. 

لم يخطر لي أن مرارة #القدس التي كنا نتجرعها ونكابد حرها في جوفنا ستكون قاتلة إلى هذا الحد؛ خذلانا وجحودا وعمالة ودياثة .. 

لم يخطر لخيالاتي الحالمة ودفتري المربع وقلمي الرصاص ورسوم الظل يومها أن الرحلة للنصر قد تكون أطول من أعمارنا ..

لكني كنت أعلم أن الكثير من الصمت القابع في زوايا الأمة يخفي براكين خاملة ؛ لكن البراءة طبعا لم تتصورها إلى هذا الحد من البشاعة والقتامة .. 

كبرنا ألف ألف عام في سنوات وصارت تلك الأحلام التي كتبت بالرصاص في دفتر مربع بين موجة وأخرى محفورة بمداد القلب على صفحة الضمير وراية ميثاقها بين العيون حاضرة حتى إنها القيمة الوحيدة لأنفاسنا في هذا الزمن ..

عنيدون نحن مادام الحق لنا ننتصر أو ننتصر ونورث النصر نورا وراية وبتارا وغضبا وثارا من جيل لجيل.. 

لم ننس ولن ننسى وسنظل على ظهور المطايا حتى نبلغ الغاية .. 

ليس قولا أو نحيبا بل ستسمع رفاة الظالمين قبل عيونهم جلجلة وصهيلا وسنقشع شباك العناكب الخادعة عن كل العيون المغيبة وسنعمي بنور الشمس خفافيش الظلام  .. 

وسننتصر .. نعم سننتصر .. وحق الله سننتصر .. وقد خاب من ظن غير ذلك ..

هذا وعد الله 

(أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ ۝  ٱلَّذِینَ أُخۡرِجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِم بِغَیۡرِ حَقٍّ إِلَّاۤ أَن یَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰ⁠مِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰ⁠تࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیرࣰاۗ وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ ۝  ٱلَّذِینَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا۟ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡا۟ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ)

 #فاطمة_بنت_الرفاعي