أن تكون إنسانًا، فأنت مؤتمن.
وعندما تُقرّ بـ (لا إله)، فذلك إعلان تحمُّل مسؤولية هدم كل مشاريع الظلام على الأرض، ومقاومة كل من يتأله ويستكبر ويستبدّ، حتى تستقر في النفوس (إلا الله)...
إلا الحق، إلا النور.
ما بين "لا" و"إلا" تُختزل أمانة المقاومة:
رفض وتصديق، نفيٌ وإثبات، هدمٌ وبناء.
تلك هي الأمانة التي حملها الإنسان، وعاهد ربه أن يحملها بحقّها.
في هذا الطريق لا يجتمع ضدان: الله والإله، الظلام والنور، الظلم والعدل، الحرية والاستبداد، الخراب والعمران، السقوط والنهضة، العدم والوجود، الهدم والبناء، المهانة والكرامة.
هي معارك مفتوحة بين الأضداد، وعلينا تقع مسؤولية مقاومة "الضد" حتى يحل فينا نقيضه.
الجميع يقاوم، لكن بين المقاومة والخيانة بونٌ شاسع:
شتّان بين من يحمل الأمانة على ثِقلها ويقاوم من أجل البناء، وبين من تحمله الخيانة فيهدم ويُضلّ ويهون.
هنا تصبح المقاومة أمانة ومسؤولية وعهد في عنق كل حرّ كريم يؤمن أن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع، وأن الحقوق لا تُوهب بل تُنتصر لها، وأن الاستسلام والخضوع للظروف خيانة تُورّث الذل والمهانة.
نحن جميعًا على مفرق طريقين:
إما أن نكون روافع لقيم الأمانة، أو معاول للخيانة والهدم.
---
يا أحرار وحرائر اليمن
كل المعارك مفتوحة أمامكم،
كل الجبهات تنتظركم،
كل الثغور تناديكم.
عليكم تقع مسؤولية حمل إرث من الكفاح، وتاريخ من النضال، لا تُفرّطوا فيه.
أنتم شهود على الحلم، وحُرّاس أبوابه.
واعلموا أن المقاومة ليست فقط ببندقية في الميدان، ولا بهتاف في مظاهرة،
بل تبدأ من الداخل:
من إيماننا بالفعل المقاوم،
من صوتنا الذي لا يخضع،
من وعينا الذي لا يُضلل،
ومن قرارنا اليومي بعدم الاستسلام.
أيها الأحرار والحرائر،
عليكم تقع مسؤولية إعداد القوة،
وإعادة توازن البلاد،
وضبط بوصلتها في زمن التيه.
عليكم أمانة زرع الوعي في عقول الجيل،
ورواية الحكايات التي تحفظ ذاكرة الوطن وتحرك الهمم.
عليكم أن تبنوا في الخفاء ما يهدمه العلن،
وأن تُحيوا المعاني حين تموت الكلمات.
---
وأخيرًا، كما كنتم شهودًا على الخراب،
فبأمانتكم ومقاومتكم كونوا شهداء الله في أرضه على النهوض.
وأثبتوا للعالم أن ما بداخلنا أقوى من كل ما حولنا.
دمتم، ودام الوطن بخير.
✍🏻 أوسان محمد